كنائس عين شمس وشبرا تتلقى تهديدات بالحرق
حالة من الترقب والتأهب سادت المناطق التى تحوى كنائس وأديرة فى مصر كلها، فالتهديدات التى يتلقاها المسيحيون فى مصر منذ اندلاع ثورة 30 يوليو، واتهامهم بأنهم المحرضون على ما يسميه أنصار «المعزول» الانقلاب العسكرى، جعلت الكنائس أول ما تم استهدافه من جماعة الإخوان وأنصارها عقب فض اعتصامى «النهضة» و«رابعة العدوية»، «الوطن» رصدت الأجواء حول الكنائس فى منطقتى عين شمس وشبرا فى جمعة الغضب التى أعلنت عنها جماعة الإخوان.
أبواب مغلقة، وعيون مترقبة، وقلوب تدعو ربها بأن يمر اليوم دون أى خسائر فى الأرواح، فقد أغلقت الكنائس والأديرة أبوابها بالأمس تخوفاً من أى هجوم عليها يُلحق بها ما أُلحق بمثلها من الكنائس على يد أنصار «المعزول». أمام كنيسة العذراء والملاك بمنطقة عين شمس، وقفت سيدة مسيحية تحاول الطرْق على باب الكنيسة لسؤالهم عن موعد إعادة فتحها، شباك صغير فُتح فجأة وجاءها صوت خافت: «روّحى دلوقتى مش هنفتح النهارده عشان محدش فيكم يجراله أى حاجة مش كويسة»، نظرت إليه فى حزن شديد ثم استدارت عائدة إلى حيث جاءت، حارس الكنيسة قال لنا: «تصلنا كل يوم تهديدات بالحرق وتأتى إلينا مسيرات من جماعة الإخوان ينادون ويهتفون «إسلامية إسلامية.. رغم أنف النصرانية»، وفجر الأمس فوجئنا بأصوات تحطيم سيارات وواجهات محلات، وجاء مجهولون على موتوسيكلات وقالوا لنا: «هنولع فيكم ومش هنسيبكم».
أما كنيسة الشهيد مارجرجس بشارع عين شمس، فرفعت شعار «لا مسلم ولا مسيحى.. كلنا مصريين» وعلقت اللافتة على بابها الرئيسى. إحدى المواطنات المسيحيات بالمنطقة تُدعى هيام قالت: عرض علينا بعض شباب المنطقة أن يقيموا لجاناً شعبية أمام الكنيسة لحمايتها من أى اعتداء ولكننا رفضنا وقلنا لهم: «الكنيسة طوب يتعوض إنما انتوا لو حد فيكم جراله حاجة هنعوضه منين؟». الأب بولا جورج كان لتوه قادماً إلى الكنيسة فسارع بعض الموجودين أمام الكنيسة بالهرولة ناحيته لإلقاء التحية وطلبوا منه الإسراع بالدخول إلى الكنيسة، معللين ذلك بأن مسيرة إخوانية فى طريقها للعبور من هذا الشارع، يقول الأب بولا: «علمنا أن هناك استهدافاً للكنائس كلها فطلبنا من المواطنين الانصراف من الكنيسة مبكراً خوفاً عليهم، وبرغم كل ما نتعرض له من تهديدات فإننا نشعر بأمان وسط أهالينا الذين نعلم أنهم سيكونون أمامنا للدفاع عنا إذا ما تعرضنا لأى أذى».
الحال ذاته كان من نصيب كنيسة الشهيد مارجرجس بمنطقة منشية التحرير حيث أغلقت الكنيسة أبوابها تحسباً لأى اعتداء من مسيرات أنصار المعزول.
أغلقت كنيستا المعمدانية الأولى وسانت تريزا بشبرا أبوابهما بالجنازير صباح أمس الجمعة، تحسباً لحدوث أى مشكلات أو اقتحامات لهما أسوة بما حدث بعدة كنائس فى شتى المحافظات، وقال «ن. أ» حارس المكان: «فى الغالب لا تغلق أبواب الكنيسة يوم الجمعة، ولكن اليوم حالة استثنائية نصح بها بعض أفراد الأمن ونفذت الكنيسة الأوامر على الفور خوفاً من حدوث أى اعتداء، خاصة أنها تقع بجوار قسم شرطة وهى من الأماكن المستهدفة أيضاً فى المرحلة الحالية.
الأمر نفسه تكرر أمام كنيسة مارمرقس القبطية الأرثوذكسية بمنطقة الخلفاوى بشبرا، حيث لم تكتف بإغلاق أبوابها بالجنازير، بل تم وضع حواجز حديدية أمام أبوابها للمرة الأولى فى الفترة الحالية، وقال الأب جورج أثناء محاولته تخطى الحواجز فى طريقه خروجاً من الكنيسة: «الأمر الآن لا يحتمل المجازفة، وضبط النفس شيمة الأقباط، والكل يعلم أننا جميعاً فداء استقرار الوطن كنائس وأفراداً».
أغلقت كنيسة شيكولانى أبوابها هى الأخرى وفتحت أحد الأبواب الفرعية فقط لخروج بعض الموجودين بالداخل، تجمع العشرات وتوجهوا سريعاً إلى أوتوبيس صغير فى طريقهم إلى منازلهم، اتضح أنها مراسم جنازة أحد الأفراد، وأقاموا الصلاة سريعاً وخرج الجميع من خلف الكنيسة تحسباً للاحتكاك بأى مسيرة.
(( منقول عن الوطن ))