يسمى مرض السكرى بأنه مرض الصديق اللدود، فهو يكون صديقا مخلصا للمريض فى حال ما اعتنى المريض به وتحكم فى مستواه فى الدم، بينما يكون السكر «لدود» فى حال ما أهمله المريض ولم يلتزم بالعلاج المحدد، مما يؤدى إلى حدوث مضاعفات خطيرة، هكذا عرفت د. إيمان رشدى، أستاذ الغدد الصماء والسكر بجامعة القاهرة، أثناء حضورها المؤتمر الصحفى الذى عقده المنتدى العربى للسكر بالتعاون مع الجمعية المصرية للشبكية والجسم الزجاجى.
وتؤكد «رشدى» أن حياة «الريموت كنترول» التى أصبح يمتاز بها المصريون هى أحد أهم الأسباب التى أدت إلى وصول نسبة الإصابة بمرض السكر فى مصر إلى درجة عالية، فتجاوزت الـ 7 ملايين، حيث قفزت مصر من المركز التاسع عالميا إلى الثامن بين الدول الأكثر انتشارا فى نسبة المرض، ومتوقع أن تصل النسبة إلى 12 مليونا عام 2030، وتضيف «رشدى» أن الكسل بات سمة العصر، كما أن الأهالى لم تعد تحث الأطفال على الرياضة، فهم أيضاً اعتادوا على نمط الحياة الكسول، فلم يعد الأطفال يلعبون ويتحركون مثل ذى قبل، بل أصبحوا يفضلون الـ«بلاى ستيشن» والألعاب التكنولوجية التى لا تحتوى على أى مجهود عضلى.
د. عباس عرابى: يستهدف برنامج دعم المرضى مساعدة 5000 مريض للتحكم فى السكر وتجنب مضاعفاته
وعن أهمية التشخيص المبكر يقول د. على عبدالرحيم، أستاذ السكر بجامعة الإسكندرية، إن التوعية تلعب دورا محوريا فى الوقاية قدر الإمكان من المرض والعناية به عند الإصابة، فكل الدراسات أثبتت أن التشخيص المبكر والعلاج المبكر يقللان من مضاعفات المرض.
ويوضح «عبدالرحيم» أن مضاعفات السكر تنقسم إلى نوعين، الأول هو مضاعفات الأوعية الدقيقة، وهى التى تتمثل فى الإصابة بأمراض الشبكية والقدم السكرى وأمراض الكلى، والنوع الثانى هو مضاعفات الأوعية الكبيرة المتمثلة فى أمراض القلب والشرايين مثل الذبحة الصدرية وضيق الشرايين التاجية وأمراض المخ مثل جلطات المخ.
ويؤكد «عبدالرحيم» أنه فى دراسة حديثة أثبتت النتائج أن الكشف المبكر يمكن أن يقلل من خطورة الإصابة بمضاعفات السكر المتمثلة فى العين والكلى والأعصاب بحوالى 40%، كما يمكن الحد من الوفاة الناتجة عن الإصابة بالسكر بمعدل 20% وتجنب الإصابة بالأزمات القلبية بمعدل 15%.
وفى هذا السياق يؤكد د. عباس عرابى، أستاذ الغدد الصماء والسكر بجامعة الزقازيق أن الاتجاه الحديث الآن فى مصر يحث على ضرورة التخاطب مع المرضى وليس الأطباء فقط، فيجب على الأطباء أن يتواصلوا مع المرضى والناس بوجه عام، وذلك للتعريف بالمرض والتشديد على خطورة مضاعفاته، خاصة فى أمراض العينين، ومن أجل هذا الهدف تم إطلاق مبادرة فى إطار حملة تستهدف دعم المرضى والحد من مضاعفات المرض وزيادة الوعى العام، يقودها المنتدى العربى والجمعية من أجل مساعدة 5000 شخص للتحكم فى السكر.
ويقدم الأطباء مجموعة نصائح للوقاية من مرض السكر، فتقول «رشدى» إنه يجب أن يتعلم الأطفال منذ الصغر أن يتبعوا أسلوبا غذائيا سليما، فالأطفال لا يعلمون أنواع الخضراوات إلا البطاطس التى اعتادوا على تناولها بانتظام، ويجب التقليل من النشويات والإكثار من الكربوهيدرات، والكف عن تناول وجبة واحدة ليلا قبل النوم، لأن هذا يتسبب فى حدوث سمنة، ويجب أيضاً الكشف الدورى بعد سن الـ 40، وذلك بالنسبة للأشخاص العادية، أما الأشخاص الذين لديهم عوامل الخطورة مثل البدناء والذين لديهم عامل وراثى، فعليهم إجراء كشف دورى قبل هذه السن.
المصدر المصري اليوم